مقرر تجويد القران الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الزرق (تتمة)

الثلاثاء سبتمبر 11, 2012 5:49 am

مقرر تجويد القران الكريم برواية ورش عن نافع من طريق الازرق
تتمة

توطئة

التعريف بالإمامين نافع المدني ورش :

الإمام نافع المدني :
- الاسم : هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم .
- الكنية : أبو رويم.
- صفاته البدنية : كان أسود اللون ، شديد السواد ، وأصله من أصبهان .
- صفاته الخلقية : كان حسن الخلق وفيه دعابة .
- نبذة عن سيرته : كان نافع إمام الناس في القراءة بالمدينة ، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، وأجمع الناس على قراءته واختياره بعد التابعين .تصدى للإقراء والتعليم أكثر من سبعين سنة ، قرأ على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر الذي قرأ على مولاه عبد الله ابن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي ، وعلى عبد الله ابن عباس أيضا ، على زيد ابن ثابت رضي الله عنهم .

قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : قراءة أهل المدينة سنة ، فقيل له : قراءة نافع ؟ قال نعم .
وروي عن الإمام نافع رحمه الله ، أنه كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك ، فقيل له : أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس ؟ فقال : إني لا أقرب الطيب ولا أمسه ن ولكني رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فيَّ ، فمن ذلك الوقت يشم من فمي هذه الرائحة .
ولد رحمه الله في حدود سنة سبعين من الهجرة ، وتوفي سنة تسع وستين ومائة على الصحيح .
- وأشهر الرواة عنه : قالون وورش.

الإمام ورش رحمه الله :
- الاسم : هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، مولى لآل الزبير بن العوام .
- كنيته : أبو سعيد .
- لقبه : ورش
- مولده : ولد سنة عشر ومائة بقفط ، بلد من بلاد صعيد مصر ، وأصله من القيروان ، ورحل إلى الإمام نافع بالمدينة ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة .
- صفاته البدنية : كان أشقرا ، أزرق العينين ، أبيض اللون قصيرا ، وكان إلى السمن أقرب منه إلى النحافة .
- سبب تلقيبه بورش : قيل إن نافعا لقبه بالورشان ( بفتح الواو والراء ـ وهو طائرا يشبه الحمامة ) لخفة حركته ، ثم خفف فقيل ورش ، وقيل إن الورش شيئ يصنع من اللبن لقبه به لشده بياضه ، وهذا اللقب لزمه حتى صار لايعرف إلا به ، ولم يكن شيء أحب إليه منه ، فيقول أستاذي سماني به .
- نبذة عن سيرته :
انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه ، مع براعته في العربية ، ومعرفته بالتجويد ، وكان حسن الصوت جيد القراءة لا يمله سامعه .
توفي ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة .

تعريف القراءة والرواية والطريق
1. القراءة :
لغة : قرأ
اصطلاحا : هي الاختيار المنسوب لإمام من الأئمة العشرة بكيفية القراءة للفظ القرآني على ما تلقاه مشافهة متصلا سنده برسول الله صلى الله عليه وسلم كنافع وابن كثير وابن عامر .
2. الرواية :
لغة : مادة روى .
اصطلاحا : هي كل ما نسب للراوي عن الإمام ولو بواسطة ، كرواية حفص عن عاصم ، راوية قالون عن نافع ، وعلى هذا يقال روايات القرآن الصحيحة المتواترة عشرون رواية .
3. الطريق :
لغة : السبيل .
واصطلاحا : هو ما نسب للآخذ عن الراوي مثل طريق أبي نشيط عن قالون ، طريق الأزرق عن ورش ، وإن سفل ، يسمى أيضا طريقا ، وكذلك الكتاب الذي يقرأ بمضمونه يسمى طريقا ، لذى يسمى كتاب التيسير لأبي عمرو الداني طريقا , وكذلك نظم الشاطبية وغيرها ، وذلك لأنه طريق موصول إلى الراوي والرواية .

ما معنى كلمة الاختلاف ؟؟
الإختلاف يكون إما واجبًا وإما جائزًا:
أولا : الاختلاف الواجب : هو قراءة القرآن بالكيفية الصحيحة المنسوبة لقارئ من القراء العشرة أو لراو من العشرين ، أو لطريق عن الراوي وهذا يسمى ( خلاف رواية ) ، فإذا اختل منها شيء كان نقصا في الرواية .
ثانيا : الاختلاف الجائز : هو خلاف في الأوجه على سبيل التخيير أو الإباحة كأوجه البسملة ، وأوجه الوقف على المد العارض للسكون ، فالقارئ مخير في الإتيان بأي وجه منها ، غير ملزم بالإتيان بها كلها ، فبأي وجه أتى القارئ أجزأته تلك الرواية ، ولا يعتبر ذلك تقصيراً منه ، ولا نقصاً في روايته ، وهذه الأوجه الاختيارية لا يقال لها قراءات ، ولا روايات بل يقال لها أوجه .
علم التجويد:
علم التجويد من أشرف العلوم على الإطلاق لتعلقه بكتاب الله عز وجل
التجويد لغة : التحسين والإتقان .. يقال جود فلان الشيء وأجاده إذا أحكم صنعه.
اصطلاحا : إحكام حروف القرآن ,وإتقان النطق بكلماته , فهو عبارة عن الإتيان بالقراءة مجودة الألفاظ ,بريئة من الرداءة في النطق ولا يتحقق ذلك إلا بإخراج كل حرف من مخرجه , و إعطاءه حقه من الصفات اللازمة من همس أو جهر أو استعلاء أو استفال إلى غير ذلك , و إعطائه مستحقه من الصفات العارضة الناشئة عن الصفات الذاتية , من تفخيم المستعلي وترقيق المستفل , ومن الإظهار والإدغام إلى غير ذلك .

حكمه :
تعلم أحكامه فرض كفاية , إذا قام به طائفة من الأمة , سقط الإثم عن الباقين ,وأما حكم العمل بأحكام التجويد عند القراءة فهو فرض عين على كل قارىء للقرآن . قال تعالى

قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله :
وَالأَخْـذُ بِالتَّـجْـوِيـدِ حَـتْــمٌ لازِمُ مَــنْ لَــمْ يُـجَـوِّدِ الْـقُـرَآنَ آثِــمُ
لأَنَّــهُ بِـــهِ الإِلَـــهُ أَنْـــــــــزَلاَ وَهَـكَـذَا مِـنْـهُ إِلَـيْـنَـا وَصَــــلاَ
وَهُـوَ أَيْـضًـا حِـلَْـيـةُ الـتِّــــلاَوَةِ وَزِيْــنَـــةُ الأَدَاءِ وَالْــقِـــــرَاءَةِ
وَهُـوَ إِعْـطَـاءُ الْـحُـرُوفِ حَقَّـهَـا مِــنْ صِـفَـةٍ لَـهَـا وَمُستَحَـقَّـهَـا
وَرَدُّ كُـــلِّ وَاحِـــدٍ لأَصْـلِــــــهِ وَاللَّـفْـظُ فِــي نَـظِـيْـرِهِ كَمِـثْـلـهِ
مراتب القراءة
وهي ثلاث مراتب، وزاد بعض العلماء مرتبة رابعة..
1 : الترتيل
وهو قراءة القرآن بطمأنينة وتؤده مع تدبر المعاني وأحكام التجويد.
: 2التدوير
هي قراءة القرآن بمنزلة بين السرعة والطمأنينة مع مراعاة أحكام التجويد.
3 :الحدر
هي قراءة القرآن مع الإسراع ومراعاة أحكام التجويد.
: 4التحقيق
هو مثل الترتيل إلا أنه أكثر منه اطمئنانا وتستخدم هذه الطريقة للتعليم.
اللحن في القرآن الكريم :
الميل عن الجادة في القراءة , والإنحراف عن الصواب فيها
وينقسم إلى قسمين:
أ ) اللحن الجلي
هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بموازين القراءة , سواء ترتب عليه إخلال بالمعنى أم لا .
وهذا النوع يكون في بنية الكلمة وحروفها , بأن يبدل القارىء حرفا بآخر , فيبدل الضاد دالا ,والذال دالا ,وما شابه ذلك , وقد يكون في حركات الكلمة , فيجعل الفتحة كسرة أو الضمة فتحة أو نحو ذلك , سواء ترتب على هذا الخطأ تغير في المعنى أم لا . وهذا النوع من اللحن حرام شرعا باتفاق العلماء , معاقب عليه فاعله إن تعمده . سمي هذا النوع جليا لظهوره وعدم خفائه على أحد سواء كان القراء أو غيرهم .
ب ) اللحن الخفي
هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بقواعد التجويد ولكن لا يخل باللغة , ولا بالإعراب , ولا بالمعنى .
وذلك كإظهار ما يجب إدغامه أو إخفائه , وترقيق ما يجب تفخيمه أو العكس , ومد ما يجب قصره أو العكس إلى غير ذلك من الأخطاء التي تتنافى والقواعد التي دونها علماء القراءة .سمي هذا النوع خفيا لأنه لا يدركه إلا القراء .
الاستعاذة :
الإستعاذة لفظ يحصل به الالتجاء والاعتصام والتحصن بالله من الشيطان الرجيم.
حكمها
لا خلاف بين العلماء على أنها ليست من القرآن، ولكن اختلفوا هل هي واجبة أم مندوبة:
قال تعالى في سورة النحل 98 » فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله «
-من العلماء وأهل الأداء من يقول أنها مندوبة عند بداية القراءة وحملوا الأمر في الآية على الندب وهو قول الجمهور .
-و من العلماء من قال أنها واجبة عند بداية القراءة وحملوا الأمر في الآية على الوجوب.
للاستعاذة أحكام من حيث الجهر أو الإسرار.
يجهر بها في موضعين:
-إذا كان يقرأ جهراً وهناك من يسمع لقراءته.
-إذا كان وسط جماعة وهو المبتدئ.

يسر بها في مواطن:
-إذا كان يقرأ سراً.
-إذا كان يقرأ جهراً ولا أحد يستمع لقراءته.
-إذا كان إمام أو منفرداً أو مأموما.
-إذا كان وسط جماعة وليس هو المبتدئ بالقراءة .
البسملة
البسملة اختصار لقولنا : بسم الله الرحمان الرحيم ¸ويؤتى بها عند الشروع في أي أمر ذي بال , وقد اختلف العلماء في كونها آية من الفاتحة أو من بداية كل سورة لكنهم اتفقوا على أنها جزء من آية في سورة النمل

وهي سنة مؤكدة عند البدء بأول السور ما عدا براءة , ويخير القارىء في الإتيان أو عدم الإتيان بها وسط السور .
أوجه الإبتداء بالإستعاذة مع البسملة في أول السور :
إذا بدأ القارئ في قراءة أول سورة من سور القرآن غير سورة التوبة فله أربعة أوجه:
1قطع الجميع:
أي في حالة قراءته يفصل الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة.
2وصل الجميع:
أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة .
3قطع الأول ووصل الثاني بالثالث :
أي أن تقف على الاستعاذة ثم تصل البسملة بأول السورة .
4وصل الأول بالثاني وقطع الثالث :
أي وصل الاستعاذة بالبسملة ثم الوقوف وقطعهما عن أول السورة .
أما إذا ابتدأ القارئ من أول سورة براءة فله وجهان :
1 قطع الجميع :
أن يقف على الاستعاذة ثم فصلها عن أول السورة بدون بسملة .
2 وصل الجميع :
أن يصل الاستعاذة بأول السورة بدون بسملة.
وإذا كان القارئ مبتدأ قراءته بآية من وسط السورة فله حالتان:
1 - أن يأتي بالبسملة فله حينئذ أن يأتي بالأربعة أوجه السابقة.
2 - أن لا يأتي بالبسملة فله وجهان :
أ - قطع الاستعاذة عن أول الآية المبتدأ بها.
ب - وصل الاستعاذة بأول الآية المبتدأ بها.
أوجه الوصل بين السورتين :
عند الوصل بين السورتين لدينا خمسة أوجه جائزة , ثلاثة مع البسملة و وجهين بدون بسملة و هما السكت و الوصل اللذان اختص بهما الإمام و رش رحمه الله.
1 قطع الجميع :أن يقطع آخر السورة عن البسملة عن أول السورة المبتدأ بها.
2 قطع الأول ووصل الثاني بالثالث :أن يقف على آخر السورة ويصل البسملة بأول السورة المبتدأ بها.
3 وصل الجميع :وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة المبتدأ بها.
4 الوصل : بدون بسملة
5السكت : بدون بسملة (ومعناه أن يسكت القارئ على آخر الكلمة من السورة الأولى زمنا دون زمن الوقف عادة من دون تنفس)
أما أن يصل القارئ آخر السورة بالبسملة ويقف على البسملة فهذا الوجه ممتنع لأنه يوهم أن اليسملة آية من آخر السورة .
وتجوز هذه الأوجه سواء أكانت السورتان مرتبتين أم غير مرتبتين كآخر الفاتحة مع أول المائدة .
بين الأنفال والتوبة ثلاثة أوجه لجميع القراء :
· قطع آخر الأنفال عن أول التوبة .
· السكت بغير تنفس .
· وصل آخر الأنفال بأول التوبة .
فــــــــــــــــائـــــــــــــــــدة:

عند القراء ما يعرف بالأربع الزهر و المراد بهن الجمع بين:
· آخر المدثر و أول القيامة.
· آخر الانفطار و أول المطففين.
· آخر الفجر و أول البلد.
· آخر العصر و أول الهمزة.
قال الإمام ألشاطبي رحمه الله :
و سكتهم المختار دون تنفس ***** و بعضهم في الأربع الزهر بسملا
في هذه المواضع هناك مذهبين: مذهب التسوية و مذهب التفرقة .
مذهب التفرقة:
من كان يقرا بالوصل بين السور من غير بسملة فانه يأتي بالسكت بين هذه الأربع الزهر .
و من كان يسكت يأتي بالبسملة بين هذه السور. أما من كان يبسمل فله البسملة لأنها فاصلة بين السور. و المغاربة يقولون أنه إذا أردت أن تبسمل فلك وجه القطع فقط , حتى لا نقع في بشاعة المعنى.
مذهب التسوية:
هو أن القارئ لا يغير وجه القراءة بين السور الأربع مع ما قبلها , و لكن يقرأها كما بدأ ختمته للقران.و هذا بالنسبة لبعض أهل الأداء هو المذهب الراجع و مذهب الأكثرين.
قال الإمام ابن بري رحمه الله:
و بعضهم بسمل عن ضرورة في الأربع المعلومة المشهورة
للفصل بين النفي و الإثبات و الصبر و اسم الله و الويلات
السكت أولى عند كل ذي نظر لان وصــله الرحــــيم معــتـذر
تنبيهات
· السكت يكون بين السورتين كانتا مرتبتين كآخر البقرة و أول ءال عمران. أو غير مرتبتين كأخر الأعراف و أول يوسف. لكن يشترط أن تكون الثانية بعد الأولى في ترتيب المصحف.
· إذا كانت السورتين غير مرتبتين في المصحف,فلا يجوز لا سكت و لا وصل.
· عند تكرار السورة أو عند الحفظ كان من الضروري الإتيان بالبسملة.
· عند وصل أخر الناس بأول الفاتحة تعين الإتيان بالبسملة لجميع القراء.
· السكت هو الوجه المقدم في الأداء, يأتي بعده الوصل ثم البسملة بين السورتين.